الزعيـــــــم الإدارة العامة
عدد الرسائل : 656 العمر : 35 العمل : فاضي البـلد : على كيف كيفك كيف تعرفت علينـآ : صديق جنسيتي : يمني اوسمـه : علم دولتي : نقاط التميز : 1000 المزاج : العمل : الهواية : عارضة طاقة : النقاط : 7 تاريخ التسجيل : 07/01/2009
| موضوع: إلى أمي الأحد يناير 25, 2009 12:57 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الى أمي
كيف يبدأ السؤال عنكِ وكلَ ما أنتم به مجهول عندي؟ وكيف أخبرك عن حالي أنا؟ فأنت وحدك من يشعر بحالي ويسمع بكاء قلبي أي جريمة افتعلتها الغربة في كياني؟ أمي الحبيبة أعتذر منك لأنني أخفي عنك الكثير من أتعابي، ولا أشاطرك كل أحزاني.
أمي الحبيبة..أخشى أن أفرط في البكاء بين أحضانك، إنني أخشى يا حبيبتي أن أشغل حيز كبير في تفكيرك فأنا أعلم كم تتعبين في كل يوم من أجل عائلتنا وكم تحملين من الهموم عنّا، أعلم كم ترهقين نفسك من أجل راحتنا.
أمي الحبيبة.. كيف هو الصباح عندكم؟ وعلى أي لحن يحلّ الليل عندكم؟ أخبريني يا نجمة الصباح على قلبي ، أهي الشمس نفسها تشرق علينا..؟ كيف لي أن أصدّق هذا، فهي تشرق عليكم بالفرح والأمل الجديد وأنا تشرق عليّ بتعب جديد، تحدٍ جديد وغربة أخرى. أمي حتى القهوة هنا مذاقها في الصباح مختلف، لو أنك تعلمين كم هي مرّة ، رغم أنني أفرط في اضافة مكعبات السكر! القهوة من صنع يديك شهد يعجز النحل على انتاجه. أمي..شتان بين الاستيقاظ بقبلة منك وبين الاستيقاظ على عويل ساعتي!
أمي الحبيبة.. كان الشتاء هذا العام مختلف جدا، في حين كنتم تجلسون حول الموقد تتشاطرون اللحظات الدافئة وتتقاسمون نكهة الكستناء..كنت وحيدة في زحمة الكتب وضجيج الصفحات ألملم شيئا من ذاتها، أنظر الى المطر عبر زجاج نافذتي وأتخيل صورتكم، صوت أخي وهو يضحك وابتسامتك أنت وجريدة أبي!
أمي الحبيبة..أنا لم أعد تلك الطفلة الصغيرة، لم يعد يبكيني سقوط حبة السكر على التراب ولم يعد يزعجني أن يتبلل شعري بالمطر ، لم يعد يخيفني النوم وحيدة بصحبة الظلام. أمي..هل تذكرين كيف كنت آتيك باكية من أخي حين يعبث بأغراضي ويخطف ألعابي عن سريري؟ هل تذكرين كم كنت أتذمر حين يسرق من غرفتي سكاكري؟ أم حين أغضب حين يتناول عنّي فطوري؟اليوم يا حبيبتي أبحث عن أحد يشاطرني طعامي ووحدتي!
امي الحبيبة..أخبرتني ذات يوم أن ثمة أشياء يلزمها شيء من التضحية والكثير من التحدي. وها انا اليوم أعيش معركة التحدي الكبيرة، خطوات كثيرة نحو طموح وأحلام سأسعى من أجلها..أمي يكفيني من الفرحة رضاك ودعاؤك لي..فـ رجائي أن لا تحرميني إياه..ولتبقي صورتك في مخيلتي شمعة تنير الدرب أمامي.
أحبك | |
|